مريم عضو جديد
المساهمات : 31
| موضوع: الزوج المتعاون.. على درب القوامة الراشدة... الأحد أبريل 01, 2012 1:54 am | |
| [center]
الزوج المتعاون.. على درب القوامة الراشدة...
يمزج كثيرون بين عادات وأعراف وتقاليد تربوا عليها وبين مبادئ وتعاليم الدين، فيسقطون ما ألفوه من عادات على فهمهم للدين، وينتج عن ذلك تشوه شديد في نمط الحياة الاجتماعية التي يعيشونها، فتضيق حياتهم وحياة من يشاركونهم العيش، ولو أنهم تحرروا من أسر هذه العادات لرأوا الدين صافيا رائقا، فأناروا حياتهم وسعدوا وأسعدوا. كثيرة هي الأشياء والقضايا التي ينطبق عليها مزج العادات بالدين، ولو تأملنا قضية مشاركة الزوج لزوجته في تحمل أعباء البيت وتربية الأبناء على سبيل المثال، سنجد العجب العجاب، حيث يأنف كثير من الرجال إن لم يكن معظمهم من المشاركة الفعالة في تحمل هذه المسئوليات، باعتبار أن هذه أمور نسائية بحتة تقلل من رجولة من يقترب منها، وهم في ذلك يعتقدون أن هذا هو حكم الشرع والتقاليد، وربما الطبيعة أيضا.
من الواقع... مشهد يتكرر في الريف.. المياه مقطوعة والنساء وحدهن يتحملن عبء جلب المياه من مناطق بعيدة، ثم يحملن هذه الآنية الثقيلة فوق رءوسهن ويسرن بها مسافات طويلة، وقد تجد امرأة حامل، وتحمل فوق رأسها إناء الماء، ويمسك أطفالها بجلبابها من خلفها، وإذا ناقشت أحدهم وقلت: أليس الرجل أقوى من المرأة.. ويستطيع حمل الأثقال أكثر منها؟ ينظر إليك بدهشة، ويقول: ولكن هذه أعمال النساء، وإذا قلت له: فهلا تحملت مسئولية الصغار حتى تعود؟ ينظر إليك بدهشة أشد، ويقول: إنها مسئولية النساء. هناك مشاهد صغيرة تتكرر في البيوت.. عندما تجتمع نرى ظلال الصورة السابقة، فها هي زوجة قضت معظم يومها في ترتيب بيتها وتنظيفه، وبمجرد وصول الزوج يتحول البيت إلى فوضى، فالحذاء في غرفة المعيشة، والجورب فوق المائدة، والقميص فوق الفراش و.. و..، وإذا نطقت أو تبرمت، سمعت مالا تحب، فهذه وظيفتها، أن تسير خلفه وتجمع أشياءه، وهو لا يدري أن الأبناء يقتدون، به فلا تهنأ بلحظات سكينة إذا أرادت أن تحافظ على نظافة ورونق البيت. وها هو مشهد آخر، سيدة تحمل طفلا وتتسوق، ثم تعود للبيت لتطهو الطعام، ويأتي الزوج مجهدا عابسا، لا يكاد يتكلم، ويلقي السلام بصعوبة.. يجلس على الطعام فلا يمتدحه بحرف، وإذا سئل ما رأيك؟ لم يرد، ولو وجد ما يضايقه فيه، غضب وانطلق الكلام على شفتيه كالشرر. وإذا سمع صوت طفل يبكي أبدى تضجره، وزفر من قلبه، وهو يعلن أنه لا راحة في هذا البيت، وربما ترك زوجته واقفة في المطبخ تنظف الصحون والطفل يبكي، وقام من أمام التليفزيون وخرج لقضاء بعض الوقت اللطيف مع أصدقائه.
الأسوة الحسنة... يوقن كل مسلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة والنموذج الإنساني الكامل، وأنه صلى الله عليه وسلم هو رمز الرجولة الأعلى.. إذا كان الأمر كذلك.. فلم لا نلقي نظرة عميقة على بيته كيف كان؟ وكيف عاش فيه؟ وماهي سلوكياته مع زوجاته؟ حتى نعرف معنى الرجولة الحقيقية وليست تلك الزائفة المدّعاة. الرجولة الحقة هي التي تستشعر معنى قوله تعالى: }الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ{ )النساء:34(، فالرجل قائم، أي متحمل المسئولية بكافة أبعادها، وليس ببعدها المادي فقط، الذي ربما يكون أهون المسئوليات. النبي صلى الله عليه وسلم، كان بساما، لطيفا مع النساء، فهن القوارير اللاتي ينبغي الرفق بهن، وأي جهد تبذله المرأة يتبخر عند سماع تلك الكلمات اللطيفة أو المداعبات المرحة، فهو يرخم اسم السيدة عائشة ويناديها بـ "عائش"، ويضع ركبته ليسهل للسيدة صفية ركوب البعير، فهو المسئول عن ذلك؛ لأنه القائم بأمرها. وهو يأكل ما يجده، لا يعيب طعاما، إن اشتهاه أكله وإلا تركه، وفي حادثة الإفك عندما سأل الجارية لم تعب على السيدة عائشة، غير أنها تترك عجينها وتنام، فتأتي الداجن وتأكل منه، لم يعلق النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولم يتصيد الأخطاء. وجاء في صحيح البخاري أن السيدة عائشة سئلت ما كان يصنع النبي صلى الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت: "كان في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة". ومعنى مهنة أهله، أي خدمة أهله، وهذا ما يوضحه ما جاء في صحيح الأدب المفرد أن عائشة رضي الله عنها سئلت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعمل في بيته؟ قالت:" يخصف نعله، ويعمل ما يعمل الرجل في بيته"، وفي رواية: قالت:"ما يصنع أحدكم في بيته: يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخيط". فهذا هو المفترض من الجميع أن يكون في خدمة الأهل طالما أن هناك متسع من الوقت. انظر إليه صلى الله عليه وسلم كيف كان يحمل الحسن والحسين وأمامة رضي الله عنهم.. كيف كان ينزل من على المنبر كي يحمل طفلا تعثر.. وهو من هو، إنه النبي الخاتم، الذي يبلغ رسالة الله، ويدير شئون المسلمين جميعا، فكيف كان يجد الوقت ليقوم بكل ذلك، وكيف لا تجد أنت الوقت لتقوم ببعضه؟! "العنجهية" الفارغة والكبرياء الكاذب ليسا رداء الرجولة بحال، وإنما رداء الفقر النفسي والروحي، فهلم أيها الزوج غير أفكارك القديمة، واخلع عنك رداء العادات البالية، واجعل من النبي صلى الله عليه وسلم قدوتك.. تحرر من قيودك القديمة حتى يرى ويفهم العالم كيف هي الأسرة المسلمة.
الموضوع الاصلي: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
| |
|
afdess Admin
المساهمات : 93
| موضوع: رد: الزوج المتعاون.. على درب القوامة الراشدة... الثلاثاء مايو 01, 2012 9:51 am | |
| | |
|