رسالة محب إلى أخي في الغربة
نضال عباس دويكات
بسم الله الرحمن الرحيم
أخانا الحبيب ....
تحية من عند الله مباركة طيبة ، تحية الإسلام والسلام ، والمحبة والإخاء ، والود والصفاء ، نبرقها إليك وأنت تغادر الديار ،
وأعلم أنك حينما خرجت ، خرجت قلوبنا تتبعك ، ورعشات أطرافنا نحوك تهفو ، خرجت تاركاً في كل ركن بسمة مشرقة ، وبصمة في الخير ظاهرة ، خرجت مودِعا في أفئدتنا أطيافا من ذكريات جمة ،عشنا لحظاتها و الحبور يحيي قلوبنا، نسعد برؤياك ، ونتألم لغيابك ، لكنه قدر الله
أخانا الحبيب ......
هي كلمات للذكرى ، وأنت من أهلها نحسبك ، ولا نزكيك على الله
إعلم أن المحبة بين الإخوة لا تفي بحقها الكلمات ، ويعجز اللسان والقلم عن بيان مكانتها وعمقها ، ولكن هي نفحات من محبين دعتهم محبتهم للتناصح ،
كن مع الله يكن الله معك
فمن وجد الله ماذا فقد ؟
ومن فقد الله ماذا وجد؟
واعلم أن الغربة الحقيقية هي غربة الدين والأخلاق ، فحافظ عليهما يخفف الله عنك في غربتك
وتمسك بهما تجد الله معك في محنتك ،
وأعلم أن الوطن يحن إليك كما تحن إليه، ففيه خطت قدماك الخطى نحو المعالي ، فله عليك بعد الله فضل عظيم ، ولابد من رد الفضل إلى أهله ، وهذه شيم الصالحين ، فلا تبخل عليه بالرجوع ، وإن أغرتك الدنيا بمالها وجمالها،
وتذكر أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم كان يحن إلى بلده وأرضه ، فليكن لك فيه أسوة حسنة ، وتذكر أماً وأباً ، لهما عليك حق عظيم ، وفي برهما الطريق إلى الجنة ، وفي البعد عنهما قسوة للقلب وموت للروح ...
هي بلادك تنتظر رجوعك ونتاجك ، فليكن خيرك لبلدك، فهي أحق البلاد بك،
وتذكر قول أمير الشعراء
هب أن جنة الخلد اليمن
لا شيء يعدل الوطن
أخوك ومحبك